الاعلام البديل في الزيارة الاربعينية صناعة التأثير بعيدا عن الهيمنة

 

شارك المقال

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on telegram
Telegram
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on linkedin
LinkedIn

إقرأ ايضا

لماذا يتغاضى الإعلام العالمي عن أهم حدث عالمي, بل أروع حدث عالمي , بل أعظم حدث عالمي عرفته البشرية منذ أن خلق الله المعمورة لهذه اللحظات؟! كيف لا يكون كذلك والظروف المحيطة به تجعل اجتماع مجموعة قليلة من الناس حالة نادرة لخطورتها, وما بالك باجتماع أكثر من عشرين مليون إنسان أغلبهم جاء مشياً على الأقدام من مسافات طويلة جداً تحيط بهم المخاطر من كل حدب صوب, بل زُرعت في طريقهم العبوات الناسفة والسيارات المفخّخة ونصبوا لهم الكمائن والقتلة والمجرمون من النواصب، ولكنهم أصرّوا وقَدِموا بكل تفاني وإصرار, تملأ أفواههم ابتسامة رائعة, وتسبح في أفكارهم كلمات وعبارات ومواقف أبو الأحرار الإمام الحسين صلوات الله عليه، ولم تتخلف عن هذا الركب الحسيني أيّ فئة من فئات المجتمع, بل لم تعيق أي إنسان منهم أي إعاقة من أجل السير في طريق الشهادة إلى أبي الأحرار وسيّد الشهداء الإمام الحسين صلوات الله عليه، بل وصل الحدّ بالعشّاق أن يتوافدوا من جميع دول العالم من أجل المشاركة بهذا الحدث العظيم، حتى أصبحت الجموع البشرية المشاركة على ضخامة أعدادها واختلاف ألسنتها عائلة واحدة تخدم بعضها بعضاً، فمنهم من يجهّز الطعام للجموع الماشية صوب كربلاء العزّة والكرامة, وبعضهم يقدّم الخدمات الطبيّة والصحيّة, وبعضهم يقدّم المنام, فلا توجد خدمة في هذا الكون إلاّ وقدّمت بالمجان لهذه الجموع المليونية, وجميع التكاليف من المشاركين أنفسهم الذين يمثّلون جميع طبقات المجتمع العراقي وجميع العشّاق من مختلف دول العالم
علاقة الجمهور بوسائل الاعلام المهيمنة
على مدار التطور التاريخي لوسائل الاعلام مع الجمهور سادت مبادئ عديدة تحكم العلاقة بين هذه الوسائل وجماهيرها، أو المتلقين لرسائلها , إن هذه العلمية تبدأ من هذه الوسائل في اتجاه هذا الجمهور وترك الجمهور لوسائل الاعلام بالمبادرة  والشرح والتفسير , بشكل وباخر بدأت تتشكل الوصاية على الجمهور من خلال التعليم والتوجيه وبدا الاعتقاد بان هذه الوسائل هي الأعرف والأدرى والأكثر إدراكاً من الجمهور , غير ان الحقائق الثابتة , هي ان  وسائل الاعلام تخدم المصالح والقوى والايديولوجيا والسيطرة على الآراء او تعديل ميولها ,و لم يكن الجمهور مشاركاً، بشكل أو بآخر في بناء هذه الوسائل او قيامها واستمرار العمل فيها , لان الجمهور محكوم بطبيعة الانظمة السياسية التي تتعاقب على حكمه,  ولذا تجد من الصعب على وسائل الاعلام ان تضع اهتمامات الجمهور وتفضيلاته وحاجاته بالمرتبة الاولى , في حين يبدو الامر كانه لخدمة الجمهور ؟ بنهاية المطاف تجد ان حرية التعبير هي ملك الذين يملكون المطابع  والاموال والسياسات , رغم انه ممكن جدا ان تكون اهتمامات  وسائل الاعلام لتطوير بالتقنيات لجذب القراء والمستمعين والمشاهدين وتوسيع دائرتهم وزيادة حجمهم لاستهلاك اكبر قدر من المعلومات ممكن  حتى تكون دليلاً يقدم إلى قوى الاعلام المحلي والدولي، ويترك لهذه القوى حرية التوجيه ووضع السياسات الإعلامية بتأثير مصادر التأثير الإعلاني في زيادة التطلعات وتوليد الحاجة الاستهلاكية لدى الافراد , ولم يحدث ان تنازلت هذه الوسائل طواعية لجمهورها في رسم السياسات والكتابة والتحرير والنشر والإذاعة, آنها مهمة من يملك فقط؟ .واستمر هذا التحول الراسي في التملك والنشر والهيمنة حتى حدوث مكتشفات تقنيات الانترنت ,وبدأت تتحول هذه السلطات عبر الزمن الى ان اصبح الجمهور هو نفسه مالكا لأدوات الاتصال ومصدرا مهما لها كمرسل ومتلق , لقد تحول جمهور وسائل الاعلام بفضل الاتصال الرقمي إلى صانع الرسالة ومرسلها ومتلقيها من خلال مواقع شبكة الويب، لقد اوجد الجمهور  في هذه المواقع ضالته كوسيلة يملكها ويديرها, يرسم سياستها, يكتب مقالاتها ,ويحررها,  وينقل الوقائع والأحداث والكتابة والنشر والتعليق, وفي نهاية المطاف هو اصبح سلطة خامسة تراقب وسائل الاعلام التقليدية وتقدم الخطاب المضاد تجاه هيمنة المؤسسات والوكالات الاخبارية وجميع المراسلين الاشهر والأكفأ والاسرع ,ظهر من هو اسرع منهم في النشر والتعليق والاتاحة ؟
الاعلام البديل في عمق الزيارة الاربعينية
ان جميع الزوار شاركوا,  بتحقيق مفاهيم الإعلام البديل .وسلبت هذه الملايين  التأثير التلفازي وغيره. فعندما يكون التأثير كبيرا، فان الخطر الأكبر يدق عبر وسائل الإعلام البديل ناقوص الخطر، للوسائل الإعلامية التقليدية , ويكون الخطر الحقيقي تجاه هيمنة فردانية لقسوة الوسائل التكنولوجية دون رقيب. فكل مستخدم يستخدم وسائل التأثير عن الصورة، على الحدث، على الخبر، مما يزيد الخطورة ويكون المشاهد أقرب إلى الحدث بعض الوسائل تأخذ من المراسلين عبر صناعة الأحداث لتصبح السلة مترابطة لتشكيل وعي المشاهد. وحجب المعلومات في وسائل الإعلام التقليدية، على الرغم من الهامش من الحرية. أصبح هناك مجالا واضحا لتشويه  الحقائق، رغم  ان حقيقة واضحة إلا أنها تخرج مشوّهة. إعلام المواطن هو الاعلام البديل مع استخدام الإنترنت في نقل الأفكار والصورة والاحداث الإعلامية من المواطن إلى الهاتف الذكي. آن المنتج الوطني قادر على انتاج المحتوى.(قصة المواطن ووسيلة الرفع عن الشبكة، يملك كل العناصر الإعلامية).يواجه الإعلام البديل (الاعلام النظامي) – الذين محترفون مسجلون – في وسائل الاعلام, وأصبح المواطن هو المنتج للإعلام  البديل في ويقلل الميل للانخراط في نصرة هدف ضد هدف آخر؟,  فالأعلام الجديد هو الإعلام الشعبي والمتجدد في ادواته وليس في أساسياته. هناك من يذهب إلى أن التقنيين هم من أثروا على الإنترنت، فقد نظم التقنيون إدارة الأعمال والعلم الحر، وعلوم التنمية البشرية الشبكات الاجتماعية التي انتشرت، قامت الشركات بتوظيف التقنيين من اجل تطوير التنوع في الارسال والاستقبال والتشفير وغيره .
الوظيفة الاتصالية للإعلام البديل
يعرف الاعلام البديل على انه : مصطلح يشير الى المصادر الاعلامية المختلفة عن انواع الوسائط فيما يخص المحتوى وطريقة الانتاج والانتشار ,ويقصد به كذلك الاعلام المستقل عن الشركات الاعلامية الكبيرة والذي يتمتع بحرية التعبير الاستقلال عن سيطرة الحكومة (1) ,بمعنى نحن نتعامل مع اعلام بعيد عن هيمنة وسيطرة وسائل الاعلام الكبرى من صحف وفضائيات واذاعات ووكالات انباء دولية ومواقع اخبار الكترونية مشهورة,  وتغطي نشاطات وسائل الأعلام البديل، الأخبار العاجلة، الأحداث الفورية، الإحصاءات أخبار الفضائيات النشر الصحفي الوافي، تداول المعلومات فيما بين المشتركين مما يجعل صفحات التواصل الاجتماعي تعصف الواجهات الرئيسة للوكالات الدولية وتخطف منها اسبقية النشر والعواجل من خلال سرعة النشر وكثافته وتنوعه  وكثافة الأخبار الاخرى عن جميع ما يحدث في العالم لحظة تلو لحظة , ان وسائل الاعلام التقليدية التي ترى جل نفسها، أداة الرصد والمراقبة في المجتمع، أصبحت تتغافل عن الكثير من الوقائع في إطار حساباتها الخاصة ومصالحها الذاتية وعلاقاتها مع القوى الرئيسة في المجتمع مما هيا الفرصة للإعلام البديل, الصحافة البديلة. الأعلام الشعبي, صحافة الناس,  الصحافة الشعبية, صحافة المواطنين, من التعبير والمراقبة والنقد .
التغطية الاعلامية للزيارة الاربعينية
يزود الاعلام الحسيني كنشاط اتصالي الموضوع الحسيني بالواقع الفعلي للجمهور الإنساني وخلق القاعدة العريضة التي تتكون من شرائح مجتمعية إنسانية بحيث تفسير هذه الموضوع بشكل حيادي عن الروحية التي يمتلكها الجمهور، ويوثق نشاطاتها كفئات للرأي العام على شكل أقوال أو نداءات أو صور واشكال ومختلف الفعاليات الاتصالية ويمتد المضمون الحسيني إلى الجمهور، حيث يتحول الجمهور ( إلى المرسل نفسه) حيث ترتب عليه، أن يصنع رسالته الإعلامية وتغذيتها بالأشكال والصور والنداءات ، واصبحت وسائل الاعلام تأخذ عن الجمهور وانشطته الاتصالية مختف الايحاءات والموضوعات التي بدأت تنتظم وتتجدد عبر الأزمنة المختلفة. ألان بدأت وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية تأخذ عن مصادر الاعلام البديل .ويلاحظ ان تشتغل وسائل الاعلام العراقية والدولية بتغطية بعض النشاطات عن المسيرة المليونية لأتباع اهل البيت ع ، فتفرد بعض الفضائيات مساحات زمنية للحدث في أيامه الأولى وتقارير خبرية يومية، ولقاءات مع الناس، وعلى ضفة أخرى تعمل وسائل الاتصال بمساحات أكبر مع قنوات وسائل التواصل الاجتماعي، وليس على وسائل الاعلام التقليدي ان تكون قادرة على ملأ المساحات الموضوعية للاعلام الحسيني ,  كما يرغب الكثير من الجمهور، وبالتالي تفقد الكثير من الأحداث  والأخبار ولكن تجد مواقع الاعلام البديل،تعمل على  تدفق  عشرات الآلاف من الصور والأحداث والمناظر بشكل لحظي ، مما يشكل غطاءاً إعلامياً كبيرا يتساوق مع الأهمية الاستثنائية للزيارة، لاسيما وان الزيارة تشهد سنوياً ازدياداً مضطردا يتناسب مع أهمية الزيارة ودخول الكثير من الزائرين من خارج العراق، وهذا ما يعطي للنشاط الإعلامي البديل من استثمار الصورة بشكل لحظي ، فتحوز الوسائط على أكبر عدد من اعجاب المتلقين وعشرات  الالاف من التعليقات على مستوى الفضاء، والأجهزة الذكية أهمية قصوى وجعل جميع أخبار التواصل الرئيسة هي أخبار الوسائل الإعلامية التقليدية.
 تطبيقات الاعلام البديل للزيارة الاربعينية  
  • دخول الأشخاص من الزائرين، كمصدر للرسالة الإعلامية من داخل الحدث( المشي) يجعل حداثة الصورة وجماليتها، وسائلها الإعلامية ن المختزلة ، والمؤثرة ، وتصبح الصورة (الحدث) , غنية بالمعاني والصور والرموز العمل من الإفادة من الموضوع الحسيني والانفتاح على ما تقدمه تكنولوجيا الاعلام لتصبح قنوات الاعلام الجديد (البديل) هو المصدر المهم والأساس في انشاء وتنوع الرسائل الحسينية.
  • التعبير عن البيئة الحسينية , تعد وسائل الاعلام البديل الطرف الإعلامي الرئيس في تقديم معلومات وصورة واشكال سريعة تعبر عن هذه الظاهرة الإعلامية الأكثر امتداداً على الجغرافية، إذ يمتد الحدث الاتصالي وتغطيته عبر مساحات جغرافية واسعة، حيث تتسابق وسائل التواصل الاجتماعي في التعبير عن مظاهر هذه الزيارة.
  • تحقيق الاتصال الاجتماعي: تعمل وسائل الاعلام البديل على خلف أطر التواصل الاجتماعي من ربط الأفراد الذين يطلق عليهم (المشاية) الحسينيون الزوار (خدام الحسين) وأشراكهم في الرسالة الإعلامية من خلال رصد محطات سيرهم بشكل يسبق أي وسيلة الإعلامية.
  • نقل صورة الزيارة إلى العالم ,تعمل وسائل الاعلام البديل على تعريف الجمهور عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي إلى نشر أكبر قاعدة معلومات على الظاهرة الحسينية، لتصبح معظم المناطق الجغرافية هي خاضعة للرصد لأعلام البديل من خلال كل الصور – الصورة والحدث.
  • نقل السلوكيات الحسينية , تفرد وسائل الاعلام البديل، الموضوع الحسيني بالصفة العالمية من خلال عكس التراث الحسيني الممتد جغرافياً، وعبر مختلف الديانات والثقافات والمستويات التعليمية بشكل نقل صورة الأربعينية إلى جميع دول العالم, فيتم انتاج مظاهر السلوك الحسيني قبال التنظيم والتعامل بتواضع جميل مبهر ,فضلا عن الاف الصور التي تعكس السلوك الحسيني المطلوب تعبيرا عن احترام اوقات الصلاة ,نظافة المكان ,انواع الطعام ,طرق جديدة بتقديم الخدمة .
هذه الصورة الجميلة والفريدة التي تقدّمها هذه الجموع المليونية للعالم, ما أحوج الشعوب لها بعد أن تعبت أفكارها من الصور البشعة التي تعاني منها الإنسانية في العالم من ظلم وقتل ودمار وفساد أخلاقي ومادي نتيجة تقاتل وتكالب الحكومات والمؤسسات الاستغلالية في العالم، حيث أصبح القتل والدمار ديدنها, والبغض والعداء غاياتها, والطائفية والإرهاب أهدافها، فما أحوج البشرية اليوم إلى هذه الصورة الرائعة التي تقدّمها الملايين من الحسينيين , يحمي بعضهم بعضاً, ويخدم بعضهم بعضاً, ويتواضع بعضهم لبعض, والجميع فرح وسعيد وهو متّجه إلى كربلاء الشهادة والإباء حيث مرقد سيّد الشهداء صلوات الله عليه الذي سطّر أروع وأعظم ملحمة عرفتها البشرية وهو يجابه كل قوى الظلم والطغيان بصدره وأطفاله ونسائه مع مجموعة من خلّص أصحابه وإخوته وأبناء عشيرته، بل بقيت كلماته ومواقفه مخلّدة في صفحات التاريخ على الرغم من سيطرة أعدائه على القيادة لمئات السنين ولكنهم لم يستطيعوا محوها أو طمسها, لعمقها وتجذّرها في ضمير الإنسانية, وكيف لا تكون كذلك وقد خطّها الامام الحسين ع بأنامله التي كان يقبّلها رسول الله صلى الله عليه وآله, وكان مدادها دمه ودماء بني هاشم وكذلك دماء الخلّص من أصحابه.
المصادر
  1. https://hbrarabic.com

إقرأ ايضا