أضرار الاستخدام المفرط للهاتف المحمول على صحة الاطفال الجسدية والنفسية

 

شارك المقال

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on telegram
Telegram
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on linkedin
LinkedIn

إقرأ ايضا

باتت الهواتف والاجهزة الذكية من اساسيات حياتنا اليومية فلقد اصبحت وسيلة للتواصل الاجتماعي والترفيه واكتساب المعرفة ومتابعة الاخبار المختلفة.فعلى الرغم من أن هذه التكنولوجيا الحديثة حولت الحياة نحو الأسهل من خلال قضاء الأمور والحاجيات بشكل أسرع إلا أنها أحدثت فجوة كبيرة بين الناس على أرض الواقع[1]، وهذا ما يلاحظ في البيت الواحد، فنرى كل فرد من أفراد العائلة ممسكاً هاتفه الشخصي وصانعاً لنفسه عالمه الخاص. ونتيجة لذلك اصبحت تنتشر بصورة كبيرة بين الاطفال والمراهقين إلا أن الإفراط في استخدامها قد يترتب عليه العديد من المخاطر الصحية والنفسية، إذ أكدت دراسات عدة أثرها على الصحة، فربطت بين ترددات الهواتف وحالات سرطان المخ، على سبيل المثال، وكذلك زيادة الاستخدام تزيد من  حالات العزلة والاكتئاب، خصوصاً لدى الأطفال.

حيث يمضي الكثير من الاطفال ساعات طويلة على الهواتف واللوحات الذكية  والذي قد يؤدي الى الادمان ويصبح ابعادهم عنها مسألة صعبة بمرور الوقت ,حيث اثبت الاحصائيات ان الكثير من الاباء لا يراقبون ما يتصفحه اطفالهم على مواقع الانترنت  حيث انهم لا يدركون مدى الخطورة التي من الممكن ان يتعرض لها الاطفال عند تصفح الانترنت بدون اي رقابة [2]

وايضا قد أحدثت التكنولوجيا الحديثة «الهواتف النقالة والآيباد» وغيرها تغييراً جذرياً على حياة الأطفال، الأمر الذي ساعد على الانطوائية والعزلة والتسبب ببعض الأمراض النفسية نتيجة إدمان الأطفال عليها بعيداً عن متابعة ومراقبة الأهل لهم،

ولسنا هنا بصدد بيان سبب امتلاك الطفل للهاتف المحمول  بقدر ما نبحث عن اثره على حياة الطفل الاجتماعية والصحية والنفسية حيث اثبت الدراسات الطبية الاثار الصحية على دماغ الطفل واجهزة الجسم المختلفة وعلى راسها الجهاز العصبي . 

اضرار الهاتف المحمول على الطفل من الناحية الصحية

حسب الدراسات الطبية هناك العديد من الاضرار التي يلحقها الهاتف المحمول بصحة الطفل ومن ابرزها:-

1-الحقاق الضرر بالدماغ

للهاتف المحمول تاثير كبيرا على صحة دماغ الاطفال وذلك بسبب الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة منه حيث اكد د. الدكتور ثابت تاج الدين، استشارى طب الأطفال انه  كلما زاد عدد الساعات التى يقضيها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين أمام الهاتف المحمول زاد احتمال تعرضهم للتأخر فى الكلام وذلك لان  مخ الأطفال وخلاياهم العصبية غير مكتملة ويمكن أن تؤثر الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الهاتف المحمول على الجهاز العصبى لهم

وايضا يمكن أن تؤدى تلك الموجات إلى حدوث اضطرابات فى النوم، خصوصا للمراهقين فى حالة استخدامه قبل النوم مباشرة، إذ إن مخ الأطفال يمتص 60 في المئة من حجم طاقة الموجات المنبعثة من الهاتف المحمول أكثر من البالغين بمرتين، نظرًا لأن عظام الجمجمة أقل سمكا، وكذلك طبقات الجلد، بالإضافة إلى أنسجة المخ نفسها الأقل مقاومة لتلك الإشعاعات  ويكفى أن نعرف أن استخدام دقيقتين فقط من الحديث عبر الهاتف يؤثر على مخ الطفل ما يقرب من ساعة للكبار، ويمكن أن تؤثر هذه الإشعاعات على قدرة الطفل على التعلم فى حالة الاستخدام لفترات طويلة[3]

2-الحاق الضرر بالعيون

 إنّ الضوء الصادر عن الأجهزة الإلكترونية يعرّض العين الاجهاد مما يؤدي  إلى الشيخوخة المبكرة  وظهور الهالات السوداء، كما يمكنها أن يؤدي إلى الاصابة بضعف عام في جميع عضلات العين وذلك بسبب ارتفاع اضاءة الهاتف المحمول والذي من الممكن ان يسبب زيادة احتمالية الاصابة باعتمام شبكية العين الداخلية الذي يمكن أن يتسبب بفقدان البصر[4].

3-الحاق الضرر بالعظام:-

كانت مشاكل العظام تقتصر على كبار السن والبالغين ولكن في وقتنا الحالي اصبح الكثير من الاطفال يعانون من تلك المشاكل واحدى اسباب هذه المشاكل لدى الاطفال هو استخدام الهواتف المحمولة لساعات طويلة , اذ تزيد هذه الاجهزة من الضغط على الاعصاب والاربطة وعضلات العمود الفقري مما يزيد من احتمال الاصابة بالآلام الظهر والرقبة وفي كثير من الاحيان الصداع, وهذا يزيد من احتمال اصابة الطفل بالسوفان او الانزلاق الغضروفي وايضا قد يعرض حمل الهاتف المحمول الطفل الى الاصابة بالتهاب اوتار اليدين او الاصابة بمتلازمة النفق الرسغي وضيق في الاعصاب[4] .

اضرار الهاتف المحمول على الطفل من الناحية النفسية

لاحظ علماء النفس بعد قيامهم بالعديد من الدراسات على مجموعة من الاطفال ان الهاتف المحمول يؤدي الى تدهور الحالة النفسية  للأطفال ويسبب العديد  من الاضرار ومن ابرزها:-

  1.    من اهم الاضرار النفسية لاستخدام الهاتف المحمول بشكل مفرط  تكسير الروابط العاطفية بين الآباء وأطفالهم[2]
  2.    يعاني العديد من الاطفال والمراهقين  من الانطوائية وسمات التوحدية حيث يعتبر الهاتف المحمول احدى الوسائل التي تقلل من تفاعل الاطفال مع الاخرين وبالتالي ينعكس ذلك على التأثير السلبي في علاقاتهم الاجتماعية مع المحيطين بهم.والكثير من الاطفال يعانون عند الوصول الى فترة المراهقة من اعراض نفسيه مثل القلل والاكتئاب
  3.   يسبب الانشغال الدائم باستخدام الهاتف المحمول الى ضعف التركيز والذكرة فيصبح الطفل عرضة للنسيان الذي بدوره    ينعكس على كافة جوانب حياته الاخرى وعلى راسها حياته الدراسية وطموحاته المستقبلية
  4.  ان الاستخدام المفرط للهاتف المحمول  يؤدي الى   رفع احتمال حدوث السلوكيات الخطيرة لدى الأطفال وغيرها من تقلبات المزاج والذي بدوره ينعكس على مهاراتهم المعرفية والاجتماعية،
  5.  يمكن أن يتعرض الأطفال الذين يفرطون في استخدام الهاتف المحمول وألعاب الفيديو للعديد من المشاهد العنيفة التي تتسبب في رفع معدل الأدرينالين ومستويات التوتر لديهم، وذلك لعدم قدرتهم على تمييز حقيقة ما يشاهدونه، حيث أظهر الأطفال الذين يشاهدون الكثير من العنف عبر وسائل التكنولوجيا المختلفة ارتفاع في معدل دقات القلب بالإضافة إلى مستويات التوتر العالي للنظام الحسي وارتفاع السلوك العدواني العنيف لديهم[5] .
  6.  الاستخدام المفرط للهاتف المحمول من الممكن ان يؤدي الى ارتفاع مستوى القلل عند الاطفال حيث يبقى الطفل في حالة من الترقب الدائم لهاتفه المحمول منتظرا الرد على اتصاله او رسائله .وقد يتعرض احيانا الى تبدل المشاعر بشكل مفاجئ مما يسبب له القلق والانزعاج وبالمقابل قد يشعر الطفل بالسرور والبهجة في حالة تم الرد علية وبهذا تتارجح مشاعره بين الفرح وخيبات الامل مما يسبب اختلال في المشاعر لديه.

توصيات صحية 
كانت الجمعية الأميركية لطب الأطفال  قد أوصت بعدة توصيات لاستخدام الجوال للأطفال تبعاً لعمر الطفل[3]:
1-  ضرورة الابتعاد عن استخدام الهاتف المحمول  للأطفال أقل من عمر 18 شهراً. وبالنسبة للأطفال من عمر 18 شهراً وحتى عامين يجب على الآباء الذين يريدون أن يستخدموا الجوال في تعليم أطفالهم أن يتم استخدام برامج عالية الجودة.
2-  الأطفال من عمر عامين وحتى 5 أعوام. يجب ألا يزيد وقت استخدام الجوال على ساعة واحدة طوال اليوم، كما يجب أن يشاهد الآباء البرامج والألعاب نفسها لتوضيح ما يراه الأطفال لهم وتعليمهم كما يجب أن تكون البرامج عالية الجودة أيضاً.
3-  الأطفال أكثر من 6 أعوام. يجب أن يلاحظ الآباء نوعية البرامج والألعاب التي يلعبها الطفل دون تدخل مباشر منهم، كما يجب أن يكون هناك وقت كافٍ للرياضة والنوم وقضاء أوقات مع الأسرة بعيداً عن استخدام الهاتف المحمول.
4- يجب ألا يكون الهاتف المحمول في غرفة نوم الأطفال أو المراهقين لتجنب مخاطره الصحية.

المصادر
  1.  محمد النجار  ، استخدام الاطفال للهواتف الذكية فوائد ومحاذير   https://www.aljazeera.net /news/scienceandtechnology/2014/2/20
  2.   سناء الدويكات ,اثر التكنولوجيا على الاطفال, https://mawdoo3.com
  3.  د. هاني رمزي عوض,الهاتف الجوال وصحة الطفل , https://aawsat.com/home/article/1133156
  4.   Kristen Fischer (12-10-2015), “Screen Time Hurts More Than Kids’ Eyes”، https://www.healthline.com/health-news/screen-time-hurts-more-than-kids-eyes-101215#1
  5.   Cris Rowan (6-12-2017), “The Impact of Technology on the Developing Child”، https://www.huffpost.com/entry/technology-children-negative-impact_b_3343245
 

إقرأ ايضا