قصر القامه عند الاطفال

 

شارك المقال

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on telegram
Telegram
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on linkedin
LinkedIn

إقرأ ايضا

ان طول الانسان يتوقف عن الزيادة قبل بلوغ سن العشرين، وقد يزيد بعد هذا السن بمقدار بسيط لا يتجاوز البضع سنتيمترات لا غير. ومن الجدير بالذكر ان الطول الذي يصل اليه الشخص البالغ يعتمد بحدود الثمانين بالمئة على الوراثة اما العشرين بالمئة من العوامل التي تحدد الطول فهي تتعلق بالغذاء والنوم والتصرفات اليومية التي يمارسها الطفل. يمكن حساب الطول الذي يصل اليه الذكر بعد البلوغ بالاعتماد على العوامل الوراثية او ما يعرف بالطول الوراثي بجمع طول الاب والام وقسمة الناتج على اثنين واضافة ستة ونصف سنتيمتر الى الناتج، اما الطول الوراثي المتوقع للأنثى فيحسب بنفس الطريقة لكن يتم طرح ستة ونصف سنتيمتر من الناتج. سوف نركز في هذه المقالة على العوامل المتعلقة بنمط الحياة وهي العوامل التي يمكن السيطرة عليها ونتجاوز عن العوامل الوراثية الغير قابلة للتغيير.

كيفية تأثير العوامل الغير وراثية على طول الانسان

من الامثلة المشهورة على اهمية نمط الحياة وتأثيره على طول الانسان ما حدث في اليابان، حيث يعاني نسبة كبيرة منهم من قصر القامة مقارنة مع دول اخرى مثل الدول الغربية و في عام 1940 وبسبب الحرب والفقر الناتج منها هاجر جزء منهم الى الولايات المتحدة الامريكية وتأثروا بنمط الحياة الامريكي من ناحية عادات الطعام والرياضة والنوم مما ادى الى ان يكون الجيل الجديد المولود في امريكا من المهاجرين اليابانيين اطول من ذوييهم بعشرة سنتيمترات.

بعد هذه النتائج وفي عام 1950 قام العلماء اليابانيين بعمل دراسة باستخدام نمط حياة شبيه بنمط الحياة الامريكي على الاطفال اليابانيين بإعطائهم 100ملغ كالسيوم يوميا مع قدح حليب وممارسة رياضة بدنية لفترات معينة وبعد متابعة نموهم حتى البلوغ تبين ان معدل اطوالهم كان اعلى من معدل اطوال اقرانهم الذين يمارسون نمط حياة تقليدي  بمقدار عشرة سنتيمترات.

بعد ان تناولنا المثال السابق سنبين في الفقرات التالية اهم التغييرات في نمط الحياة والتي اثبتت الدراسات امكانية تأثيرها على طول الانسان:

ان الهرمون المسؤول عن زيادة الطول عند الانسان هو هرمون النمو وهو يفرز من الغدة النخامية في الدماغ ويتحفز افرازه بعدة عوامل منها الظلام حيث يفرز هذا الهرمون في الليل ولذلك يفضل النوم في غرفة معتمة للحصول على اكبر مقدار من هذا الهرمون.

كذلك فان الاكثار من تناول السكريات والكربوهيدرات كالأطعمة النشوية مثل الخبز والرز يقلل من افراز هرمون النمو بسبب زيادة افراز هرمون الانسولين لذلك يفضل الاقلال من تناول السكريات والمشروبات التي تحتوي على كميات عالية من السكر كالمشروبات الغازية وان يكون تناول وجبة العشاء في وقت مبكر ( وهذا احد اختلافات نمط الحياة في جنوب شرق اسيا كاليابان المعتمدة على السكريات والنشويات مقابل نمط الحياة الامريكي الذي يركز على البروتينات والحليب)

مما سبق من الممكن استنتاج ان الانقطاع المؤقت عن الطعام يؤدي الى تقليل افراز هرمون الانسولين وبالتالي زيادة افراز هرمون النمو (حيث يعمل احدهما عكس الاخر) لذلك يمكن الاستفادة من الصيام بالنسبة للأطفال لتحقيق غرض زيادة الطول عن طريق تحفيز هرمون النمو اضافة الى فوائده الاخرى.

وبالحديث عن التغذية وتأثيرها على الطول فنذكر الاغذية التي لها دور مهم في التأثير على طول الانسان ومنها الكالسيوم ،الحليب ، الخضروات ،سمك ،تين ،الزنك ،لحم الغنم ،الدجاج ،البيض (على الاقل واحدة يوميا) ،اللوز ،الخبز الاسمر ،الشوفان ،السبانغ ،التين ،بذور الشيا التي تحتوي على معادن كثيرة من مغنيسيوم و كالسيوم وفسفور.

كذلك لا يمكن اهمال تأثير الرياضة على النمو السليم للجسم ومن الرياضات المهمة للأطفال قبل سن البلوغ والتي تؤثر على زيادة طولهم هي رياضات الاستطالة كالعقلة، السباحة واليوغا.

الملخــص

مما سبق يمكن ان نتبين ان طول الانسان يعتمد على عوامل وراثية وأخرى غير وراثية وبرغم كون العوامل الوراثية غير قابلة للتغيير فان العوامل الاخرى والتي تتعلق بنمط الحياة يمكن لها ان تؤثر على طول الأنسان على ان هذه التأثيرات محصورة في فترة ما قبل البلوغ وبعدها بقليل اما اي ترويج لإمكانية زيادة الطول بعد سن الخامسة والعشرين فلا يستند الى اساس علمي مطلقا.

 
  1. Rochira, V., Zirilli, L., Maffei, L., Premrou, V., Aranda, C., Baldi, M., … Lanfranco, F. (2010). Tall Stature without Growth Hormone: Four Male Patients with Aromatase Deficiency. The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism, 95(4), 1626–1633.
  2. Addy, D. P. (1991). Tests for growth hormone secretion. Archives of Disease in Childhood, 66(6), 749–749.
  3. Downie, A. B., Mulligan, J., McCaughey, E. S., Stratford, R. J., Betts, P. R., & Voss, L. D. (1996). Psychological response to growth hormone treatment in short normal children. Archives of Disease in Childhood, 75(1), 32–35.
  4. Diekema, D. S. (1990). Is Taller Really Better?: Growth Hormone Therapy in Short Children. Perspectives in Biology and Medicine, 34(1), 109–123.
  5. Holl, R. W., Bucher, P., Sorgo, W., Heinze, E., Homoki, J., & Debatin, K.-M. (1999). Suppression of Growth Hormone by Oral Glucose in the Evaluation of Tall Stature. Hormone Research in Paediatrics, 51(1), 20–2

إقرأ ايضا