- يناير 12, 2021
- العلوم الصرفة
- الامية , العلم , التكنولوجيا
الأمية التكنولوجية
ان التطورات المتسارعة في مجالي العلم والتكنولوجيا ادت إلى بروز مفاهيم جديدة تجاوزت المصطلح التقليدي للأمية إلى تعريف الأمي في بعض البلدان بأنه ذلك الشخص الذي لا يجيد التعامل مع الكمبيوتر مثلاً، وهناك ما يسمى بأمية المتعلمين، وهي حالة أولئك الأشخاص الحاصلين على شهادات تعليم عام، وربما تعليم جامعي، ولكنهم مع ذلك لا يجيدون قواعد القراءة والكتابة الصحيحتين كما ينبغي مقارنة بأشخاص تجاوزوا هذه المرحلة. وهناك ما يسمى بـ ” الأمية الإلكترونية ” (1).
تعني الامية التكنولوجية افتقاد القدرة على التعامل مع الحاسب الالي والتواصل مع العالم الداخلي والخارجي من خلاله , وقد اطلقت علية الامية التكنولوجية لان التكنولوجية تعني بطرق وأساليب التعامل مع الحياة في مختلف اشكالها لان الحاسب الالي من اهم طرق وأساليب التعامل مع الحياة في مختلف انشطتها وبالتالي يكون عدم امتلاك القدرة على التعامل معه هو الامية التكنولوجية في اوضح اشكالها , فإذا كنت تفقد التعامل معه ومن خلاله تماما فأنت تقع في دائرة الامية التكنولوجية (2).
في عالم تقوده تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من شأن هذه الفجوة الرقمية المستمرة أن تزيد أوجه انعدام المساواة تفاقماً وتخلق طبقة جديدة من “الفقر الرقمي” وتفادياً لهذا السيناريو، يجب على البلدان أن تعزز جهودها لضمان الوصول الشامل إلى خدمات واسعة النطاق، ومنح الناس المهارات والموارد التي يحتاجون إليها للمشاركة في الاقتصاد الرقمي مشاركة كاملة (3) .
يمكن القول ان ما ظهر حديثا نتيجة لثورة المعلومات وما رافقها من ظهور مستمر لتكنولوجيا , متعددة الاوجه والمسميات , ولابد من الاعتراف الدول النامية كانت ولا تزال السبب في التخلف عن ركب الدول المتقدمة صناعيا وتكنولوجيا تلك الدول التي تمكنت من استثمار امكانات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات , وفي مقدمتها الحواسيب الالكترونية , وبشكل علمي ومدروس في تطوير مؤسساتها وتحسين اداءها (4) .
لقد انعكس واقع الأميّة في الوطن العربي على مناحي الحياة كافة لا سيما الاقتصادية، فإنتاجية العامل العربي هي اليوم من أدنى مستويات الإنتاجية في العالم، وهذا أمر طبيعي تبرره أبجديات علم الاقتصاد، حيث إن أي زيادة في المستوى التعليمي للعامل تؤدي إلى زيادة إنتاجيته بمعدلات أكبر، فإن للأميّة الدور الأساسي في تدهور المستوى الثقافي والإعلامي في الوطن العربي، فأجهزة الإعلام المسموعة والمرئية في الوطن العربي تجد الواقع يفرض عليها مخاطبة الأميّين وأصحاب المستويات التعليمية المتدنية الذين يمثلون الشريحة الغالبة في المجتمع، وإلا فقدت أغلبية المستمعين أو المشاهدين على حساب فئة صغيرة من المتعلمين والمثقفين. كما أن الصحف المقروءة وجدت نفسها هي الأخرى مضطرة للنزول إلى المستوى الحقيقي للجمهور، فأصبحت تخاطبه على قدر فهمه وفي مجال اهتماماته التي تغلب عليها التسلية والترفيه. إن واقع الأميّة في الوطن العربي يستدعي رؤية تعليمية شاملة، لإعطاء كل مواطن عربي فرصة للالتحاق بمراحل التعليم جميعها بما يتواكب مع المعايير الحديثة لمتطلبات سوق العمل (5) .
تعد التكنولوجيا المحرك الرئيس الذي يحرك العالم بشكل كبير فالاقتصاد اليوم تحركه التكنولوجيا الرقمية على نحو خاص مع حلول ازمة كورونا, لم تواجه الدول المتقدمة مشكلة كبيرة في ما يتعلق بالاستعانة بالتكنولوجيا لتسير اعمالها بشكل عام , عكس الدول النامية بدأت معاناتها بشكل كبير في استخدام التكنولوجيا للقيام بالأعمال في ظل التباعد الاجتماعي الذي فرضه كوفيد 19, والعراق كأحد الدول النامية تمثلت معاناته في مجال التربية والتعليم , فبعد ان اصبح التعليم عن بعد عبر المنصات الالكترونية (class room, Google from, ), شاهدنا مقدار معاناة الطلبة من استخدام هذه الالية الى جانب عدم امتلاك بعض الطلبة لأجهزة ذكية وبالتحديد “الطالبات” بحكم طبيعة العوامل الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بالثقافة السائد بالبيئة المحيطة بهن هذا من جانب, ومن جانب اخر امتلاك اغلب الطلبة اجهزة ذكية رغم ذلك فان تجربة التعليم الالكتروني اظهرت مدى اميتهم في ما يتعلق بالجانب التكنولوجي, اذا لم يكونوا مطلعين او مهتمين بالتعليم عن بعد, الامر الذي عزز مسالة تذمر الطلبة وتأخر دخولهم الى المنصات الالكترونية , لتبرز الامية التكنولوجية على ارض الواقع بسرعة كبيرة. لذلك يمكن القول ان جائحة كورونا اليوم كانت العامل الوحيد الذي اسهم في بلورة جانبين في العراق الجانب الاول متعلق بروز الامية التكنولوجية من خلال عدم القدرة على استخدام برامج الاجهزة الذكية في تسير الاعمال اليومية , الجانب الثاني متعلق في التحرك نحو تقديم ورش تدريب حول هذه كيفية استخدام برامج الاجهزة الالية لإنجاز الاعمال لاسيما الجانب التعليمي.
المصادر :-
1-احمد المجدوب , الامية الرقمية ومقترحات للمساهمة في الحد منها , https://www.eanlibya.com/
2-محمد كمال مصطفى, شفرة التقدم رؤية ادارية ,مركز الخبرات المهنية للادارة ,2016,ص133.
3- البنك الدولي, التنمية الرقمية , https://www.albankaldawli.org/
4- عامر ابراهيم قنديلجي , ايمان فاضل السامرائي , تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها ,الوراق للنشر والتوزيع , ط1, 2009,ص57.
5- الأمية داء عضال في الدول العربية, مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية , https://www.ecssr.ae/reports_analysis