التوصيات

المقدمة

مما لاشك فيه أن جائحة كورونا مثلت تحديا غير مسبوق لجميع دول العالم وآثارها السلبية انعكست على جميع المجالات المختلفة فمن بداية الوباء ولغاية الآن تم تأكيد إصابة أكثر من 65 مليون إنسان في مختلف البلدان حول العالم بينما ضحايا هذا الفيروس لغاية الآن تجاوز المليون ونصف المليون انسان، بالإضافة الى التحديات الصحية وانتشار الوباء والوفيات، هنالك اضراراً اقتصادية ومجتمعية رافقت انتشار الوباء، حيث على الصعيد التعليمي تم الإغلاق الكامل لكافة المدارس والجامعات ولجميع المراحل في غالبية الدول حول العالم وفقا الاحصائيات منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة.
إن المجتمع وأفراد العائلة الواحدة تضرر نفسياً واجتماعياً من الحجر الصحي المنزلي الذي يتم فرضه من قبل عدة دول حول العالم وغلق الأماكن العامة والأسواق وغيرها، كل هذا ساهم في العديد من الظواهر السلبية والآثار الكبيرة التي هي بحاجة الى تكاتف مجتمعي لمواجهة هذا الوباء الغير مسبوق، كما رافق هذا البلاء والوباء ظهور عدد غير قليل من المعلومات المغلوطة والمضللة حول آثار الفيروس وطرق انتشاره والوقاية منه كما استغله بعض ضعاف النفوس لترويج بعض المنتجات والمعقمات وتسويقها بطرق تستند الى العلوم الزائفة كما رافقه تخبط في الإعلام المحلي والدولي في عرض بعض الأطباء ومدعي التخصص الذين يقدمون آراء شخصية على أنها مسلمات علمية ثبت بطلانها وفقاً لمنظمات عالمية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وغيرها من المؤسسات العالمية الرصينة. مما تقدم في أعلاه، يضع مركز السبط التخصصي بين ايديكم المباركة مبادرة علمية متخصصة بعنوان "معا لمواجهة كورونا" تتناول موضوع فيروس كورونا من وجهة نظر علمية شاملة لا تقتصر على الجوانب العلمية والطبية وانما تنطلق لمناقشة تأثيرات الفايروس بكل المجالات التي تمس حياة المواطنين وفقا لخطة شاملة تمت باستضافة شخصيات متعددة باختصاصات مختلفة دينية وطبية واقتصادية ونفسية وتربوية وعلمية ، تم تسليط الضوء فيها على مختلف الجوانب التي رافقت انتشار الوباء والمؤسسات الراعية والخطاب الديني في العراق وفقا للمحاور والشخصيات والتوصيات الآتية :-

الشخصيات اللتي تم اللقاء بها

معا لمواجهة كورونا

المحور الصحي والطبي

تم النقاش مع الضيوف حول التعريف الأساسي للفيروس وطريقة انتشاره وطرق الوقاية منه ، والإجراءات المتبعة صحياً لمعالجة المصابين وطرق الحجر الصحي والمنزلي ، وطرق الدفن للضحايا بأسلوب آمن وصحي ، اللقاحات الواعدة والعلاجات المطروحة  ، وكيفية التعامل مع الادعاءات العلمية التي تخرج بين الحين والأخر .

التوصيات المستخلصة من المحور الصحي والطبي :

اولا: ضرورة الاهتمام بالاشخاص الذين يعانون بضعف المناعة والذين تكون اصابتهم بالفايروس اخطر من غيرهيم مثل  النساء الحوامل واصحاب الامراض المزمنة.

ثانيا: ضرورة حث المواطنين على التغذية الصحية السليمية وشرب الماء واتباع نمط حياة يحد من انتشار الفايروس.

ثالثا: عدم اخذ حقن مضادات التجلط في المنزل وممكن اخذ بدلا عنها اقراص مضادات التجلط بعد استشارة الطبيب المختص.

رابعا: عزل المصاب في غرفة داخل المنزل .

خامسا: لا توجد فترة محددة لنقل العدوى من الاشخاص المصابين .

سادسا: لا يمكن تطبيق مناعة القطيع في العراق للاسباب الاتية :

 سابعا: ضرورة ان تكون هناك مركزية في اصدار الوائح الواجب اتباعها من قبل المؤسسات الصحية والمواطنين

ثامنا: ضرورة وجود المركزية في التنسيق بين خلايا الازمات في المحافظات لاتخاذ القرارات المناسبة والتي تساعد في الحد من انتشار الوباء .

تاسعا: اعادة النظر بطرق العمل والاساليب المتبعة في المستشفيات ومراكز الرعاية الاولية والعيادات الطبية والمؤسسات الصحية الاخرى بشكل يضمن الحد من انتشار الوباء والتعامل المثالي مع المصابين والحد من انتشار العدوى والاختلاط الغير مبرر.

عاشرا: تنفيذ استراتيجية صحية عامة في العراق والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة.

احدى عشر: العمل الجاد على توعية المواطنين بضرورة اتباع الارشادات الطبية التي تصدر من المؤسسات الصحية المعتبرة كمنظمة الصحة العالمية وعدم استخدام الادوية التي يروج لها البعض من غير اهل الاختصاص .

اثنا عشر: ضرورة وجود برتوكول شامل لعلاج امراض الجهاز التنفسي والاعتناء بهم وتوفير احتياجاتهم وفقا لخطة وطنية شاملة.

ثلاثة عشر: ضرورة  اتخاذ الاجراءات القانونية ومحاسبة مدعي التخصص الطبي ومدعي وجود علاجات توهم المواطنين بمعالجتهم .

اربعة عشر: تفعيل دور البحث العلمي ودعم الباحثين العراقيين لاجراء بحوثهم في وزارتي الصحة والتعليم العالي واتاحة البيانات الازمة لذلك وفق الية تعاون مشتركة.

خمسة عشر: ضرورة وجود قانون طوارئ وازمات يقوم على اسس علمية صحيحة ويدار من خبراء وعلماء بتخصصات مختلفة بهدف  توقع الازمات التي تطرأ على البلد قبل حدوثها والمساهمة في ادارتها والسيطرة عليها وفق معايير علمية حقيقية والاستفادة من تجارب البلدان المتقدمة في هذا الشأن والتعامل بسرعة ودقة عالية مع الحدث.

ستة عشر: التعامل الجاد مع اعداد المصابين وتسجيل الحالات واجراء  اعداد كبيرة من الفحوصات لوضع رؤية شاملة للسيطرة على انتشار الوباء والحد منه واتخاذ القرارات المستندة لأرقام صحيحة وواقعية.

سبعة عشر: عدم استخدام air doctor لعدم وجود دراسات تثبت كفاءته ولا توصي باستخدامه منظمة الصحة العالمية والمنظمات والمؤسسات العالمية الاخرى كمنظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA .

ثـمانية عشر :  تفعيل دور نقابة الاطباء ونقابة الصيادلة وضرورة ممارسة دورهم الرقابي ومتابعة انتشار الادوية الزائفة ومدعي التخصص الطبي .

تسعة عشر : ضرورة وجود نشرة وطنية خاصة بالوباء تصدر عن خلية الازمة المركزية تعابر كمرجع اعلامي لجميع الوسائل الاعلامية تنشر في وسائل الاعلام والمؤسسات الحكومية والدينية والجهات الاجتماعية المؤثرة .

عشرون : الاهتمام بالكوادر الصحية  وتوفير الدعم الكامل  لهم من اطباء وممرضين وكافة العاملين في القطاع الصحي كونهم الجيش الابيض وحاجز الصد في مواجهة الوباء .

معا لمواجهة كورونا

المحور الاجتماعي والمبادرات الساندة

تم النقاش مع الضيوف حول المبادرات الحكومية والمجتمعية لمواجهة الوباء والاحصائيات المحلية ، والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مواجهة الوباء اجتماعيا واقتصادية ونفسيا ، والضغط النفسي المجتمعي وكيفية التقليل منه في ظل الجائحة ، ودور الخطاب المرجعي للحد من انتشار الوباء وحث المواطنين على الالتزام بالتعليمات والضوابط الصحية وخلق روح المساعدة والتكافل الاجتماعي ، ودور العتبة الحسينية المقدسة في دعم القطاع الصحي وإنشاء المستشفيات بشكل عاجل والدور الكبير في مختلف المجالات ودور العتبة العباسية المقدسة في إنتاج المعقمات وتوفيرها بشكل كبير في السوق المحلية وكذلك في إنشاء المستشفيات الصحية ودعم القطاع الصحي ، ودور المؤسسات المختلفة والانشطة المتنوعة في دعم وإسناد القطاع الصحي ودعم العوائل المتعففة وذوي الدخل المحدود .

التوصيات المستخلصة من المحور الاجتماعي والمبادرات الساندة:

اولا: دعم المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني التي توفر الدعم والاسناد للعوائل المتعففة.

ثانيا: ان جائحة كرونا رافقها تداعيات كبيرة وازمة اقتصادية عانى منها المراطن بكل مباشرة لذا من الضروري دراسة اسباب هذه التداعيات ووضع الخطط والحلول التي تسهم بخلق اجواء المدن المرنة التي تستعد المواطن على التعايش مع الوباء  من خلال توفير الخدمات الضرورية التي يجب ان لا تتوقف والتي هي بتماس مباشر مع حياة المواطنين.

ثالثا: ضرورة الاهتمام بتوفير المساحات الخضراء واماكن التنزه التي تساعد المواطنين على التعايش مع الوباء وان لا يسجن المواطن في بيته.

رابعا: تشريع قوانين تسهم في الحد من انتشار الشائعات ومحاسبة مروجيها.

خامسا: المهنية في اتخاذ القرارات واسنادها للدليل العلمي والتجارب الموثوقة وشرح اسباب اتخاذ القرارات المختلفة للمواطنين .

سادسا: دعم الصناعة الوطنية خاصة فيما يخص انتاج المعقمات والكمامات وغيرها من الاحتياجات الاساسية لتجاوز الازمة.

سابعا: دعم الانتاج الوطني وتقديم الدعم الكامل للفلاحين والشركات المحلية المنتجة.

ثامنا: تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني والعمل على تشكيل مؤسسات فاعلة هدفها توعية المجتمع ونشر الثقافة الصحيحة والمعلومات المسندة للدليل.

تاسعا: اشراك جميع اطياف المجتمع العراقي واشعارهم بالمسؤولية اتجاه وطنهم وعوائلهم بحيث تكون القرارات نابعة من داخل المجتمع نفسه وليس فرضا اسقاطيا من الاعلى.

 

عاشرا: ضرورة وجود نظام متخصص في تقييم المخاطر مسند الى دراسات علمية حقيقية بهدف الحد من خطورة الازمات الطارئة.

احدى عشر :  توفير الدعم  الكبير للبحث العلمي.

اثنا عشر : دراسة شاملة وتقييم  للسيولة النقدية والمحافظة على مخصصات المواطنين العاملين في كافة المجالات وراوتبهم خاصة الاطباء وموظفي الخدمة المجتمعية

ثلاثة عشر : متابعة الاخبار المنشورة في الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وتفعيل دور المؤسسات الرقابية وتشريع القوانين التي تحد من انتشار الاخبار الكاذبة والعلوم الزائفة.

اربعة عشر : ضرورة حث المواطنين وتوعيتهم على اتباع الارشادات الصحية التي تصدر من المؤسسات الصحية الموثوقة.

خمسة عشر : التأكيد على اتباع توصيات المرجعية الدينية العليا وديوان الوقف السني فيما يخص وجوب اتباع الاحكام والقوانين التي تصدر من خلايا الازمات وعدم الخروج في حالة الاصابة حيث افتت المرجعية الدينية العليا بتحمل دية الشخص المتوفى من قبل الشخص المتسبب في عدوته .

ستة عشر : تقنين اقامة الشعائر الدينية بما يتلائم مع التوصيات الصادرة من الجهات الصحية وتطبيقها بشكل يحد من انتشار الوباء .

سبعة عشر : ضرورة ان تكون الجهات الحكومية على قدر من المسؤولية وان تاخذ دورها بشكل جاد وحازم وبما يضمن سلامة الجميع وان لا تكون السلطة التنفيذية ضعيفة ومتهاونة في التعاطي مع انتشار الوباء .

معا لمواجهة كورونا

المحور التعليمي والبنى التحتية

تم النقاش مع الضيوف حول التعامل مع غلق المؤسسات التعليمية وطرق التواصل الإلكتروني للتربية والتعليم ، والإجراءات المتخذة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لإجراء الامتحانات الالكترونية ، والإجراءات المتخذة من قبل وزارة التربية لإجراء الامتحانات العامة للعام الدراسي القادم ، ودور الجامعات العراقية في التدريب والتطوير في ظل الجائحة وغلق الجامعات والمؤسسات التعليمية ، وتوفير المحتوى الإلكتروني التعليمي ومنصات إدارة العملية التعليمية ، والبنى التحتية التي تتعلق بتقنيات المعلومات والجهود المبذولة في تطبيق الحوكمة والحكومة الالكترونية.

التوصيات المستخلصة من المحور التعليمي والبنى التحتية المتعلقة:

اولا: ضرورة وجود لجنة متخصصة في إدارة التعليم تعمل بالشراكة أعضاؤها من وزارتي التربية والتعليم العالي توضع لها مهام مشتركة .

ثانيا: العمل على توفير البنى التحتية اللازمة لإنجاح التجربة الالكترونية .

ثالثا: دعم المنصات الالكترونية التي تتيح المحتوى الالكتروني للمدارس والجامعات العراقية وتوفير الاحتياجات اللازمة لإنجاح عملها .

رابعا: إقامة شراكات علمية حقيقية مع شركات وجامعات لها تجربة غنية لموضوعات التعليم الالكتروني .